مبتدأ محذوف على أنها اسم للسورة، أي: هذه صاد التي أعجزت العرب. أو منصوبًا على معنى اقرأ، أو اتل.
{وَالْقُرْآنِ} إما عطف، أي: أقسم بصاد والقرآن، أو مقسم به.
واختلف في جواب القسم، فقيل: محذوف، أي: لتبعثن، أو أنه لكلام معجز ونحوهما. وقيل: جوابه {إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ} (1) وقيل: {إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ} (2). وقيل: ما الأمر كما زعم الكفار، دل عليه {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا}. وقيل: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا} هو الجواب. وقيل: {كَمْ أَهْلَكْنَا}، واللام محذوف، أي: لَكَمْ أهلكنا، وهو قول الفراء، وأُنكر عليه لأن (كم) مفعول واللام لا تدخل على المفعول. وقيل: غير هذا، والله تعالى أعلم بكتابه (3).
{كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3)}:
قوله عز وجل: {وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ} في (لات) وجهان:
أحدهما: أصلها (لا) ثم فيها مذهبان:
أحدهما- وهو مذهب صاحب الكتاب رحمه الله (4) -أنها هي المشبهة بليس، كقوله:
541 - .................... أَنَا ابنُ قيسٍ لا بَراحُ (5)
زيدت عليها تاء التأنيث كما زيدت على رُبَّ وثُمَّ للتوكيد، فقيل: رُبَّتَ وثُمَّتَ، وتغير بذلك حكمها حيث لم تدخل إلا على الأحيان، ولم يبرز إلا