وعلى فتح نون قوله: {نَعْجَةً}، وقرئ: بكسرها (1)، وهما أيضًا لغتان كَالْمَهْنَةِ والمِهْنَةِ للخدمة، إلا أن المشهور الفتح، أعني (نَعجة) فاعرفه.
وقوله: {أَكْفِلْنِيهَا} قيل: مَلِّكْنيها، وحقيقته: اجعلني أكفلها كما أكفل ما تحت يدي.
{وَعَزَّنِي} الجمهور على تشديد الزاي، ومعناه غَلَبني، وقرئ: (وَعَزَني) بتخفيفها (2)، وفيه وجهان:
أحدهما -وهو الوجه-: أنه مخفف من المشدد كراهة التضعيف، كما قالوا: ظَنْتُ، وَمَسْتُ، وَظَلْتُ، في ظَنَنْتُ، ومَسِسْتُ، وَظَلِلْتُ كراهة تلاقي المثلين.
والثاني: أنه من وَعَزَ يَعِزُ وَعْزًا، إذا تقدم، وهذا ليس بشيء لأمرين:
أحدهما: أنَّ وَعَز يتعدى بإلى، يقال: وَعَزْتُ إليه.
والثاني: ينبغي أن يكون معه العاطف فيقال: وَوَعَزنيَ.
وقرئ أيضًا: (وَعَازَّني) بألف بعد العين مع تشديد الزاي (3)، من المُعَازّة، وهي المغالبة. و {الْخِطَابِ}: المخاطبة. وقيل: من خِطبة المرأة (4)، أي: دافعني عن خِطبة هذه المرأة.
{قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي