{فِي} من صلة محذوف على أنه في الأصل صفة لحسنة، ومحله الآن نصب على الحال لما ذكر فيما سلف من الكتاب (1) أنّ صفة النكرة إذا تقدمت عليها انتصبت على الحال، كقوله:
554 - لِعَزَّةَ مُوحِشًا طَلَلٌ قَدِيمٌ
... ... ........................ (2)
وفسرت الحسنة على هذا بالصحة والعافية، أي: للذين أحسنوا الأعمال حسنة ثابتة في هذه الدنيا.
وقوله: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (أجرهم) مفعول ثان، و {بِغَيْرِ حِسَابٍ} في موضع نصبٍ على الحال إما من الأجر على معنى مُوَفَّرًا، وإما من {الصَّابِرُونَ} على معنى غير محاسَبين، أي: أضعافًا مضاعفة. قيل: بالواحدِ عَشْرٌ. وقيل: سبعُمِائةٍ وأكثر من ذلك (3).
{قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَاعِبَادِ فَاتَّقُونِ (16)}:
قوله عزَّ وجلَّ: {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي} اسم الله منصوب بقوله: {أَعْبُدُ} و {مُخْلِصًا} حال من المنوي فيه، و {دِينِي} في موضع نصب بقوله: {مُخْلِصًا}، و {لَهُ} من صلته.
وقوله: {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ} أي: هم الذين خسروا، ولك أن تجعل {الَّذِينَ}: صفة للخاسرين، والخبر {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ}، أو محذوفًا، دل عليه {هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}.