وقرئ: (بريء) (1)، فعلى هذه يجوز جمعه وتثنيته، لأنه اسم الفاعل.
وقوله: {إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي}؛ يحتمل أوجهًا:
أن يكون منصوبًا على أنه استثناء متصل من قوله: {مِمَّا تَعْبُدُونَ}، أي: إنني براء مما تعبدونهم إلا الله، وجاز ذلك لأنه كان في القوم من يعبد الله ويعبد معه غيره على ما فسر (2).
وأن يكون مجرورًا على أنه بدل من المجرور بِمِنْ للسبب المذكور آنفًا، والتقدير: إنني براء مما تعبدونهم إلا مِن الذي فطرني.
وأن يكون منصوبًا أيضًا على أنه استثناء منقطع، و {إِلَّا} بمعنى لكن، أي: لكن الذي فطرني فإنه سيهدين.
وأن تكون، {إِلَّا} صفة بمعنى غير، كقوله: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} (3) أي: غير الله، على أن (ما) في قوله: ؛ {مِمَّا تَعْبُدُونَ} موصولة، والتقدير: إنني براء من آلهة تعبدونها غير الذي فطرني.
والفَطْرُ: ابتداء خلق من غير مثال، من قولهم: فَطَرْتُ البِئْرَ، إذا أنشأتَ حفرها من غير أصل سابق (4).
{وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28) بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29) وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ (30)}: