وقيل: كُرِّر للتوكيد والمبالغة، إذ كان الغضب لازمًا غير مفارق لهم.
{عَذَابٌ} مبتدأ، و {مُهِينٌ} صفته، والياء بدل من الواو؛ لأنه من الهوان. و {وَلِلْكَافِرِينَ} الخبر. وأصل الهوان: الاستخفاف. والإهانة، والإذلال، والاحتقار، نظائر في المعنى.
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91)}:
قوله عزَّ وجلَّ: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} (ما) موصول، والمراد به القرآن، عن الزجاج، وقيل: مطلق فيما أنزل الله من كل كتاب (1).
{قَالُوا نُؤْمِنُ}: جواب إذا، والفرق بين (إذا) و (إنْ) أن (إذا) وقت للفعل الذي هو جواب، وليس كذلك (إنْ)، بيان ذلك: أنك تقول: إن أتيتَني أعطيتُك، فيصلح أن تعطيه بعد وقت الإتيان. وإذا قلت: إذا أتيتني أعطيتك، فإنما أخبرتَ بأنك تعطيه وقت الإتيان.
{وَيَكْفُرُونَ}: أي: وهم يكفرون، والجملة في محل النصب على الحال من الضمير في {قَالُوا}، ويجوز أن تكون مستأنفة، أي: قالوا ذلك والحال أنهم يكفرون بما وراء التوراة.
و{وَرَاءَهُ}: ظرف، والعامل فيه الاستقرار، والمعنى: بما بعده، أو بما سواه.
قيل: والهمزة في (وراء) بدل من ياء؛ لأن ما فاؤه واو لا يكون لامه