بمعنى: وأنتم قوم عادتكم الظلم (1).
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)}:
قوله عزَّ وجلَّ: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} أي: حب العجل، يقال: أُشرب في قلبه حبُّه، أي: خالطه. والمعنى: تداخلهم حبُّه والحرص على عبادته، كما يتداخل الثوبَ الصّبْغُ.
وقوله: {فِي قُلُوبِهِمُ}: بيان لمكان الإشراب، كقوله: {إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا} (2).
{وَأُشْرِبُوا}: في موضع الحال، أي: قالوا ذلك وقد أشربوا.
وقوله: {بِكُفْرِهِمْ} يجوز أن تكون الباء للسببية، وأن تكون بمعنى (مع) من صلة قوله: {وَأُشْرِبُوا}، أي: بسبب كفرهم، أو مع كفرهم، وأن تكون في موضع حال إما من الضفير في {وَأُشْرِبُوا}، وإما من المضاف المحذوف وهو الحُبُّ، والعامل في كلا التقديرين أُشرب، أي: أشربوا ملتبسِين بكفرهم، أو: أشربوا مختلِطًا بكفرهم.
وقوله: {بِئْسَمَا} ما: نكرة منصوبة مفسرة لفاعل بئس، وما بعدها صفتها، والمخصوص بالذم محذوف، أي: بئس شيئًا يأمركم به إيمانكم ذلك، وهو عبادتهم العجل أو حبه أو نحوهما مما تقدم ذكره.
وقيل: (ما) موصولة، وقيل: مصدرية، وقد مضى الكلام على هذا قبيل بأشبع ما يكون، فأغنى عن الإعادة هنا (3).