والمَسَاءَةُ، وهي مَفْعَلَةٌ من عَرَّهُ، إذا ساءه، قال:
573 - مَا آيِبٌ سَرَّكَ إلَّا سَرَّنِي
... نُصْحًا وَلا عَرَّكَ إِلَّا عَرَّني (1)
وجواب لولا محذوف، والتقدير: لسلطكم عليهم، أو لأذن لكم في دخول مكة، وما أشبه هذا.
وقد جوز أن يكون {لَوْ تَزَيَّلُوا} كالتكرير لـ {وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ} لمرجعهما إلى معنى واحد، ويكون {لَعَذَّبْنَا} هو الجواب (2).
وقوله: {لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ} فيما تتصل به هذه اللام أوجه:
أن تكون من صلة محذوف، أي: فعل جل ذكره ما فعل ليدخل في رحمته من يشاء ممن قد علم أنه سيؤمن من أهل مكة، أو كفهم ليدخل في رحمته من يشاء، دل عليه قوله: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ}، ولا يجوز أن يكون من صلة {كَفَّ} هذا الظاهر كما زعم بعضهم، لأنه في صلة {الَّذِي}، وقد فصل بين {كَفَّ} وبين اللام ما ترى من الكلام، ولا من صلة قوله: {فَتُصِيبَكُمْ} كما زعم بعضهم لعدم المعنى.
وأن تكون من صلة المؤمنين والمؤمنات أي: آمنوا ليدخل الله في رحمته من يشاء منهم.
وأن تكون من صلة محذوف دل عليه جواب {لَوْلَا} المحذوف المقدر المذكور، وهو لسلطكم عليهم، أو لأذن لكم في دخول مكة، ولكنه حال بينكم وبين ذلك ليدخل من يشاء في رحمته.
وقوله: {لَوْ تَزَيَّلُوا} الجمهور على حذف الألف وتشديد الياء، أي: لو تفرقوا وتميز بعضهم من بعض، وهو تَفَعَّلُوا من زال الشيء يَزِيلُهُ زَيْلًا، إذا