الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3)}:
قوله عز وجل: {كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ} محل الكاف النصب على أنه نعت لمصدر محذوف، أي: جهرًا مثل جهر بعضكم لبعض، واللام من صلة الجهر.
وقوله: {أَنْ تَحْبَطَ} أي: كراهة أو مخافة أن تحبط، فحذف المضاف وهو مفعول له، أو لئلا تحبط، فحذف لا واللام، وقد أجاز أبو إسحق: أن يكون لام العاقبة، كالتي في قوله عز وجل: {لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} (1).
وقوله: {وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} في موضع نصب على الحال من المجرور.
وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ} نهاية اسم {إِنَّ} الجلالة، وخبرها {أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} فـ {أُولَئِكَ} مبتدأ، و {الَّذِينَ} خبره، ونهاية صلة {الَّذِينَ}: {لِلتَّقْوَى}، والجملة خبر {إِنَّ}.
وقوله: {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} خبر آخر لـ {إِنَّ}، ولك أن تجعل {الَّذِينَ امْتَحَنَ} صفة لـ {أُولَئِكَ} وخبره {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ} و {أُولَئِكَ} مع خبرهِ خبرُ {إِنَّ}. وقيل: {أُولَئِكَ} بدل من اسم {أَنْ} و {الَّذِينَ امْتَحَنَ} صفة {أُولَئِكَ}، وخبر {إِنَّ} قوله: {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ}.
{إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)}:
قوله عز وجل: {مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} جمع حجرة، وهي فُعْلة بمعنى