جمع الأخ، وكذلك الإخوان. وقيل: الإخوة في النسب، والإخوان في الصداقة (1). ويقع أحدهما موقع الآخر، وهاتان القراءتان تدلان على أن المراد من قراءة الجمهور الجمع وإن كان لفظها لفظ التثنية.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)}:
قوله عز وجل: {لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ} القوم في كلام القوم للذكور دون الإناث، بشهادة قول الله تعالى: {لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ}، ثم قال: {وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ}، فلو كانت النساء داخلة في {قَوْمٌ} لم يقل جل ذكره: {وَلَا نِسَاءٌ}، هذا هو الظاهر، وقد صرح به زهير فقال:
576 - وَمَا أَدْرِي وَسَوْفَ إِخَالُ أَدْرِي
... أَقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِسَاءُ (2)
وأصله من القيام، لأن الرجل هو القائم بأمر المرأة، قيل: وهو في الأصل جمع قائم، كصوْمٍ وزَوْرٍ في جمع صائم وزائر، أو تسمية بالمصدر، وربما دخل النساء فيه على سبيل التبع، لأن قوم كل نبي ذكور وإناث، وقد قال جل ذكره: {قَوْمِ نُوحٍ}. وقوم {وَعَادٌ}. و {قَوْمِ فِرْعَوْنَ} (3).
والجمهور على {عَسَى أَنْ يَكُونُوا} و {عَسَى أَنْ يَكُنَّ} على أنَّ (عسى) لا خبر لها، كقوله: {وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا} (4) وقرئ: (عَسَوْا أن يَكُونُوا)