وقوله: {صَفًّا} مصدر في موضع الحال، أي: صافين أنفسهم، أو مصفوفين.
وقوله: {كَأَنَّهُمْ} في موضع الحال أيضًا، أي: يقاتلون مشبهين بنيانًا مرصوصًا، فهما حالان متداخلتان، أعني {صَفًّا} و {كَأَنَّهُمْ}.
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5) وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6)}:
قوله عز وجل: {وَإِذْ قَالَ} محل {إِذْ} نصب بإضمار اذكر، أي: واذكر زمن أو حين قال موسى، ومثله: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ}.
وقوله: {وَقَدْ تَعْلَمُونَ} في موضع الحال من الضمير المرفوع الذي في {تُؤْذُونَنِي}، أي: تؤذونني عالمين علمًا يقينًا أني رسول الله.
وقوله: {إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ} (إليكم) من صلة قوله: {رَسُولُ اللَّهِ}. و {مُصَدِّقًا} حال مؤكدة من (1) معنى قوله: {رَسُولُ اللَّهِ} وهو العامل فيها، لأن معنى قوله: {إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ} إني أرسلت إليكم. {مِنَ التَّوْرَاةِ} يجوز أن يكون من صلة الاستقرار العامل في {بَيْنَ}. و {وَمُبَشِّرًا} عطف على {مُصَدِّقًا} وحكمه في الإعراب حكمه،
وقد جوز أن يكون {إِلَيْكُمْ} من صلة محذوف لا من صلة {رَسُولُ}، فيكون {مُصَدِّقًا} و {وَمُبَشِّرًا} حالين من المنوي في {إِلَيْكُمْ}، والعامل في الحال ما في {إِلَيْكُمْ} من معنى الفعل، والوجه ما ذكرت لأن الفائدة