ولم ينفعني. وأن تكون استفهامية في محل النصب بـ {أَغْنَى} والمعنى: أي شيء أغنى عني مالي؟ والاستفهام بمعنى النفي، أي: لم يغن شيئًا.
وقوله: {ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ} (الجحيم) مفعول ثان للتصلية، قدم للاهتمام به، وذلك أن صَلِي فعل يتعدى إلى مفعول واحد، فإذا ضعفت عينه أو أدخلت عليه الهمزة تعدّى إلى مفعولين، يقال: صَلِيَ فلان النارَ، وأصليته أنا، وصلّيته، إذا جعلته يصلاها، وكفاك دليلًا: {فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا} (1).
وقوله: {ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا} الجملة في محل الجر على النعت لـ {سِلْسِلَةٍ}، و {ذِرَاعًا} تمييز. و {فِي سِلْسِلَةٍ} من صلة قوله: {فَاسْلُكُوهُ}، أي: ثم اسلكوه في سلسلة من صفتها كيت وكيت، أي: أدخلوه فيها.
وقوله: {إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ} قيل: {إِنَّهُ} تعليل على طريق الاستئناف وهو أبلغ، كأنه قيل: ما له يعذب هذا العذاب الشديد؟ فأجيب بذلك (2).
وقوله: {وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} فيه وجهان:
أحدهما: في الكلام حذف مضاف، والتقدير: ولا يحض على إطعام طعام المسكين، فطعام أصله أن يكون منصوبًا بالمصدر المقدر، والطعام عبارة عن العين.
والثاني: وهو على قول من أعمل طعامًا كما يعمل إطعامًا أن يكون {الْمِسْكِينِ} مجرورًا في اللفظ ومحله النصْب، والتقدير: ولا يحض على طعامِ المُطْعِمِ المسكينَ، فحذف الفاعل وأضيف المصدر إلى المفعول، كقولك: عجبت من إطعام زيد، إذا أردتَ من إطعام عمرٍو زيدًا.
وقوله: {فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ} (له) خبر (ليس). {وَلَا طَعَامٌ} عطف