قوله عز وجل: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ} {بَلَى}: ردٌّ لقولهم، وقد مضى الكلام عليه عند قوله: {بَلَى مَنْ كَسَبَ} بأشبع ما يكون (1).
و{مَنْ}: يحتمل أن تكون شرطية، وأن تكون موصولة، وهي في موضع رفع بالابتداء على كلا التقديرين.
و{أَسْلَمَ}: لا موضع له من الإعراب إن جعلت {مَنْ} موصولة، وله موضع إن جعلتها شرطية.
{وَهُوَ مُحْسِنٌ}: في موضع نصب على الحال من الضمير في {أَسْلَمَ}.
{فَلَهُ أَجْرُهُ}: أجره: رفع بالابتداء، و (له) الخبر، أو بله على رأي أبي الحسن. والجملة جواب الشرط، أو خبرُ {مَنْ}.
وقد جُوِّزَ أن يكون {مَنْ} فاعلًا لفعل محذوف دل عليه ما قبله، وهو قوله: {لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ}، أي: بلى يدخلها من أسلم، ويكون قوله: {فَلَهُ أَجْرُهُ} كلامًا معطوفًا على يدخلها من أسلم (2).
{عِنْدَ رَبِّهِ}: في موضع نصب على الحال من الضمير في الظرف على رأي صاحب الكتاب، أو من الأجر على رأي أبي الحسن، وقد ذكرت نظيره في غير موضع (3).
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113)}:
قوله عز وجل: {وَهُمْ يَتْلُونَ}: الواو واو الحال، وصاحب الكتاب