أربع لغات: صلْب، وصُلُب، وصَلَب، وصَالب (1).
وقوله: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} الضمير في {إِنَّهُ} للخالق جل ذكره لدلالة {خُلِقَ} عليه. وأما في {عَلَى رَجْعِهِ} ففيه وجهان:
أن يكون للإنسان، على معنى: أن الله تعالى على رد الإنسان بالإحياء بعد الموت، أو على رده من الكبر إلى الشباب، ومن الشباب إلى الصبا ومن الصبا إلى النطفة لقادر.
وأن يكون للماء، على معنى: أنه تعالى على رد الماء في الصلب أو في الإحليل لقادر.
والمصدر مضاف إلى المفعول، والفاعل محذوف، أي: على رجع الله الإنسان أو الماء.
ويجوز أن يكون الضمير لله جل ذكره، فيكون المصدر مضافًا إلى الفاعل، والمفعول محذوف.
فإذا فهم هذا، فقوله جل ذكره: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} (يوم) ظرف لقوله: {لَقَادِر} على قول من جعل الضمير في {رَجْعِهِ} للإنسان، على معنى أنه على بعثه لقادر، ولا يعمل فيه {رَجْعِهِ} كما زعم الزمخشري (2)، لأجل الفصل بين الصلة والموصول بخبر (إن) وهو {لَقَادِرٌ}.
فإن قلت: كيف جوزت هذا وقلت: إن العامل في الظرف {لَقَادِرٌ} والله تعالى قادر في جميع الأوقات لا تختص قدرته بوقت دون وقت؟ قلت: أجل الأمر كما زعمتَ وذكرتَ غير أن هذا محمول على القول الأول ردًّا على من أنكر القيامة، ونفى قدرته على البعث فيها، فهذا الذي جوز أن يكون ظرفًا له فاعرفه.