بها؟ فقيل: أَرَمَّ ذَاتَ، ودل ذلك على إهلاكهم.
وقرئ أيضًا: (بِعادِ إرَمِ ذاتِ العمادِ) بإضافة (عاد) إلى إرم)، و (إرم) إلى (ذات العماد) (1)، والإرَمُ على هذه القراءة العَلَمُ، وجمعه آرام، أي: بعاد أهل أو أصحاب أعلام هذه المدينة، و (ذات العماد) اسم المدينة، أضيف عاد إلى إرم المدينة التي يقال لها: ذات العماد.
وقوله: {ذَاتِ الْعِمَادِ} صفة لـ {إِرَمَ}، أي: ذات عَمَدٍ لا يقيمون، لأنهم على ما فسر كانوا من أهل البدو، أو ذوي القامات الطوال، على تشبيه قدودهم بالأعمدة، هذا على قول من جعل {إِرَمَ} قبيلة، ومن قال: إنها مدينة، فالمعنى: ذات أساطين، وفيها أقوال أخر لا يليق ذكرها هنا (2).
وقوله: {الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ} في موضع جر على النعت لإرم، أو لعاد، أو لعماد، وهي جمع عمد. ويجوز أن يكون في موضع نصب على قراءة من قرأ: (أرَمَّ ذَات العمادِ).
وقوله: {وَثَمُودَ} عطف على (عاد)، أي: وفعل بثمود، و {وَفِرْعَوْنَ} أيضًا عطف، أي: وفعل بفرعون.
وقوله: {الَّذِينَ طَغَوْا} يجوز أن يكون في موضع جر على النعت للمذكورين، وهم عاد وثمود وفرعون، وأن يكون في موضع نصب على إضمار: أعني.
{فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا