وَعَرِّفْناها. والمناسك: جمع مَنْسَكٍ، وهو مصدرٌ جُمِعَ لاختلاف ضروبه.
{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)}:
قوله عز وجل: {وَابْعَثْ فِيهِمْ} يعني في الأمة المسلمة، حملًا على المعنى، ولو حمل على اللفظ فقيل: فيها في الكلام، لجاز.
{مِنْهُمْ}: في موضع نصب صفة لرسول، أي: من أنفسهم.
{يَتْلُو}: في موضع نصب على الحال من المستكن في {مِنْهُمْ} والعامل فيها الجار، ولك أن تجعله صفة بعد صفة لرسول.
{وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130)}:
قوله عز وجل: {وَمَنْ يَرْغَبُ} {مَنْ}: في موضع رفع بالابتداء، وهو استفهام بمعنى الإنكار والاستبعاد لأَنْ يكونَ في العقلاء من يرغبُ عن (1) الحق الواضح الذي هو ملة إبراهيم - عليه السلام -. و {يَرْغَبُ}: خبر الابتداء، وفيه مستكن يعود إلى {مَنْ}.
{إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} {مَنْ}: موصولة في موضع رفع على البدل من المستكن في {يَرْغَبُ} لأن (من يرغب) غير موجب، كما تقول: هل أتاك أحد إلا زيدٌ؟ .
فإن قلتَ: ما منعك أن ترفع {مَنْ} التي بعد {إِلَّا} بـ {يَرْغَبُ} كما زعم بعضهم؟ قلت: منعني عدم العائد إلى المبتدأ الذي هو {وَمَنْ يَرْغَبُ}.