{مِنَ الْبَيِّنَاتِ}: في محل النصب على الحال من (ما) أو من عائده المحذوف، أي: كائنًا أو ثابتًا من البينات.
{مِنْ بَعْدِ}: متعلق بـ {يَكْتُمُونَ}، ولا يجوز أن يتعلق بـ {أَنْزَلْنَا} لفساد المعنى، وذلك أن الإنزال لَمْ يكن بعد ما بُيِّنَ ولُخِّصَ للناس، وإنما عمدوا إلى ذلك المُبَيَّنِ المُلَخص، وكتموه بعد التبيين.
و{لِلنَّاسِ} متعلق بـ {بَيَّنَّاهُ}، وكذلك {فِي الْكِتَابِ}. ولك أن تجعل {فِي الْكِتَابِ} متعلقًا بمحذوف على أنَّ تجعله حالًا من الهاء في. {بَيَّنَّاهُ}، أي: كائنًا أو ثابتًا في الكتاب.
{أُولَئِكَ}: مبتدأ، {يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ}: خبره، والجملة خبر {إِنَّ}.
وقوله عزَّ وجلَّ: {إِلَّا الَّذِينَ} في موضع نصب على الاستثناء من الهاء والميم في {يَلْعَنُهُمُ} والاستثناء متصل، ونهاية صلة الذين: {وَبَيَّنُوا}. وقيل: الاستثناء منقطع، لأنَّ الذين كتموا لُعِنوا قبل أن يتوبوا، وإنما أَتى الاستثناء لبيان قبول التوبة، لا لأنَّ قومًا من الكاتمين لَمْ يُلعنوا. ولَعْنُ اللهِ تعالى إياهم: إبعادهم عن رحمته. ولَعْنُ اللاعنين: مسالتُهُم إياه أن يلعنهم بقولهم: اللهم العنهم.
و{اللَّاعِنُونَ}: قيل: هم المؤمنون من الجنِّ والإنس والملائكة يلعنون كلّ من كفر (1).
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161)}:
قوله عزَّ وجلَّ: {أُولَئِكَ} مبتدأ، و {لَعْنَةُ اللَّهِ}: مبتدأ ثان، و {عَلَيْهِمْ}: خبر المبتدأ الثاني، والجملة خبر المبتدأ الأول. ولك أن ترفع