المعنيين، يقال: بلغتُ البلدَ، إذا صرتَ إلى حده ودانيتَه، وإذا دخلته. واختلاف الكلامين يدل على افتراق البلوغين، فاعرفه.
وقوله: {ضِرَارًا}: يجوز أن يكون مفعولًا له، أي للضرار، وأن يكون في موضع الحال، أي: ولا تمسكوهن مضارين لهن، وأن يكون مصدرًا مؤكدًا على: ولا تضاروهن ضرارًا.
وقوله: {لِتَعْتَدُوا} من صلة {ضِرَارًا}. ومعنى لتعتدوا: لتظلموهن.
وقيل: لتلجئوهن إلى الافتداء (1).
وقوله: {نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} قوله: {عَلَيْكُمْ} يجوز أن يكون من صلة النعمة؛ لأنها بمعنى الإنعام، وأن يكون من صلة محذوف على أن يكون حالًا من النعمة.
وقوله: {وَمَا أَنْزَلَ} (ما) موصول، ومحلُّه إما النصب عطفًا على النعمة، وما بعده صلته، وعائده محذوف، أي: أنزله. {مِنَ الْكِتَابِ}: في موضع نصب على الحال من العائد المحذوف، أي: كائنًا منه.
و{يَعِظُكُمْ}: في موضع نصب على الحال من المنوي في {أَنْزَلَ}.
وإما الرفع على الابتداء والخبر {يَعِظُكُمْ}، والعائد منه إليه {بِهِ} والمنوي في يعظكم: لله جل ذكره، ليس إلا.
{وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (232)}:
قوله عز وجل: {أَنْ يَنْكِحْنَ} أي: من أن، أو عن أن، فلما حذف