قوله عز وجل: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ} (تلك): في موضع رفع بالابتداء، والإشارة إلى ما ذُكر من حديث الألوف، وما وُصف بهم من الإماتة والإِحياء، وتمليك طالوت وما تعلق به، وغلبة الجبابرة وما ذكر فيهم، و {آيَاتُ اللَّهِ} الخبر. و {نَتْلُوهَا}: في موضع نصب على الحال منها، والعامل ما في {تِلْكَ} من معنى الإشارة.
ولك أن تجعل {آيَاتُ اللَّهِ} بدلًا من {تِلْكَ}، و {نَتْلُوهَا} الخبر، وإن شئت جعلت {نَتْلُوهَا} خبرًا بعد خبر.
{بِالْحَقِّ} يحتمل أن يكون متعلقًا بنتلو، وأن يكون متعلقًا بمحذوف على أن تجعله حالًا إما من الفاعل وهو المستكن في نتلو، وإما من المفعول وهو ضمير الآيات.
{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253)}.
قوله عز وجل: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا} (تلك): في موضع رفع بالابتداء، والإِشارة إلى جماعة الرسل التي ذُكرت أخبارهم وقصصهم في السورة، و {الرُّسُلُ} نعت لتلك، والخبر {فَضَّلْنَا} مع ما اتصل به، وإنما قال: {تِلْكَ}، لأن الرسل مؤنثة لكونها جماعة، والجمع المكسر كالواحد المؤنث.
{مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}: (من) موصول مبتدأ، وما بعده صلته، وعائده محذوف أي: كَلَّمَهُ اللَّهُ، و {مِنْهُمْ} الخبر.
والجمهور على رفع اسم الله، وقرئ: (كَلَّمَ اللَّهَ) بالنصب (1) وهو ظاهر.