موضع نصب على الحال على تقدير تقديمه على الموصوف وهو {عِلْمٌ}، والجملة لا موضع لها من الإِعراب إن جَعَلْتَ (ما) موصولة، وإن جعلتَها موصوفة كانت في موضع جر.
فإن قلت: هل يجوز أن تكون الباء من {بِهِ} متعلقة بـ {عِلْمٌ} كما زعم بعضهم؟ قلت: لا، لأن عِلْمًا مصدر، وما كان في صلة المصدر لا يتقدم عليه (1).
{إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)}:
قوله عز وجل: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} (أَولى): اسم إن، والباء متعلقة بأولى، أي: إنَّ أَخَصَّهم به وأقربهم منه، من الْوَلْي وهو القرب والدنو. يقال: تباعدنا بَعْدَ وَلْيٍ، وهو أَفعلُ من وَلِيَهُ يلِيه بالكسرَ فيهما ولْيًا، ولامه ياء، والألف منقلبة عنها، لأن فاءه واو، فلا يكون لامه واوًا، إذ ليس في كلام القوم ما فاؤه ولامه واوان إلَّا (واو).
{لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ}: خبر إن، واللام لام الابتداء زحلقت (2) إلى الخبر كراهة اجتماع حرفي تأكيد.
و{هَذَا}: معطوف على خبر إن، و {النَّبِيُّ} نعت لهذا.
والجمهور على رفع {النَّبِيُّ}، وقرئ: (هذا النبيَّ) بالنصب عطفًا على الهاء في {اتَّبَعُوهُ} أي: اتبعوه واتبعوا هذا النبي. و (وهذا النبيِّ) بالجر (3) عطفًا على {إِبْرَاهِيمَ}.
و{الَّذِينَ آمَنُوا}: أيضًا عطف على خبر إن، والمعنى: أَخَصَّهُمْ به