خِيض فيه بليلٍ فقد بُيِّت (1).
{مِنَ الْقَوْلِ} أي: من المَقُول؛ لأن نفس القول لا يبيّت.
{هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (109)}:
قوله عز وجل: {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ} (ها) فيهما للتنبيه، و (أنتم أولاء) مبتدأ وخبر، و {جَادَلْتُمْ} خبر بعد خبر، ويجوز أن يكون حالًا، وقد معه مرادة (2)، والعامل فيها معنى التنبيه.
ولك أن تجعل (أولاء) موصولًا بمعنى الذين، و {جَادَلْتُمْ} صلته، وقد ذكر نظيره فيما سلف من الكتاب (3).
وقوله: {فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ} (مَن) استفهام في موضع رفع بالابتداء، والخبر {يُجَادِلُ} وما تعلق به، والاستفهام ها هنا معناه النفي، والمراد به التوبيخ (4).
{أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا} مِثْلُها عَطْفٌ عليها، و {عَلَيْهِمْ} متعلق بوكيل، والوكيل هنا: الحافظ المحامي من بأس الله وانتقامه.
{وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111)}:
قوله عز وجل: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ}: (أو يظلم) عطف