والخبال: الفساد، يقال: في قوائمه خَبْلٌ وخَبالٌ، أي: فساد من جهة الاضطراب.
وقوله: {وَدُّوا}. في موضع نصب أيضًا على الحال من الضمير في {لَا يَأْلُونَكُمْ}: وقد معه مرادة. ولك أن تجعله مستأنفًا لا موضع له.
{مَا عَنِتُّمْ}: (ما) مصدرية، أي: ودوا عنتكم. والعنت: المشقة، يقال: عنِت فلان يعنَت بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر عَنَتًا، إذا دخلت عليه المشقة، وأَعْنَتَهُ غيرُهُ، إذا حمله عليها.
وقوله {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ} أصله بَدَوَتْ، لأنه من بدا يبدو، ثم قلبت الواو ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، وحذفت لالتقاء الساكنين هي وتاء التأنيث، ولم تُرَدَّ مع تحرك التاء لكون حركتها عارضةً، كما لم ترد الألف في نحو: رَمَتِ المرأةُ، والواو في نحو: قُلِ الحقُّ، و {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ} (1) لذلك.
والجملة - أعني {قَدْ بَدَتِ} - تحتمل أن تكون حالًا، وأن تكون صفة لقوله: {بِطَانَةً} أي: بادية بَغضاؤهم، وأن تكون مستأنفة.
{مِنْ أَفْوَاهِهِمْ}: يحتمل أن يكون متعلقًا بقوله: {بَدَتِ}، وأن يكون متعلقًا بمحذوف على أن تجعله حالًا، كأنه قيل: ظهرت بارزة من أفواههم؛ لأنهم لا يتمالكون مع ضبطهم أنفسهم وتحاملهم عليها أن ينفلت من ألسنتهم ما يعلم به بغضهم للمسلمين. {مِنْ} لابتداء الغاية.
{هَاأَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119)}: