{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)}:
قوله عزَّ وجلَّ: {وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (أولى) عطف على {الرَّسُولَ} عليه الصلاة والسلام، وعلامة النصب الياء، وهو جمع واحده على ما في التلاوة: (ذا) لكونه منصوبًا، وأما واحده إذا كان مرفوعًا: فذو على غير لفظه. و {مِنْكُمْ} في موضع نصب على الحال من {أُولِي}، أي: كائنين منكم.
وقوله: {ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}: ابتداء وخبر، والإِشارة إلى الردّ، أي: الردُّ إلى الكتاب والسنة خير لكم وأصلح، {وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}: وأحسن عاقبة.
و{تَأْوِيلًا}: منصوب على التمييز، وهو تفعيل مأخوذ من آل يؤول، إذا رجع، فكأن معنى تَأَوَّلْتُ الشيءَ: نظرت ما يؤول إليه أمرُه، ويرجع إليه تفسيره.
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60)}:
قوله عزَّ وجلَّ: {يُرِيدُونَ} في موضع نصب على الحال من الضمير في {يَزْعُمُونَ}، أو من الموصول. و {يَزعُمُونَ} يطلب مفعولين كظننتُ وحسِبتُ، وأن وما اتصل بها ساد مسدهما على المذهب المنصور.
وقوله: {وَقَدْ أُمِرُوا} في موضع نصب على الحال من الضمير في {يُرِيدُونَ}.
وقوله: {ضَلَالًا بَعِيدًا} يحتمل أن يكون على حذف الزيادة، وأن