يكون مصدر فعل دل عليه أن يضل، أي: أن يضلهم فيضلوا ضلالا بعيدًا، ونظيره: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا} (1). والضلال: العدول عن الطريق المؤدي إلى البُغْيَة، والبُغْيَةُ: الحاجة.
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61)}:
قوله عزَّ وجلَّ: {تَعَالَوْا} أصله تعاليوا تفاعلوا من الحلو، وقد مضى الكلام عليه في "آل عمران" (2).
والجمهور على فتح اللام، وقرئ: بضمها (3)، على حذف لام الفعل من تعاليت تخفيفًا، كما قالوا: ما باليت به بَالَةً، وأصلها بَالِيَةٌ كعافية، فلما حُذفت لام الفعل ضمت لام تعالوا لأجل واو الجمع بعدها، والوجه ما عليه الجمهور.
وقوله: {يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا} (يصدون) في موضع نصب على الحال من {الْمُنَافِقِينَ} لأنَّ الرؤية هنا من رؤية البصر. {صُدُودًا}: مصدر مؤكد وعليه نصبه، يقال: صدَّ عنه، إذا أعرض عنه صدودًا، وصد عنه فلانًا صدًّا وصدودًا أيضًا.
و{يَصُدُّونَ} هنا يحتمل أن يكون لازمًا، وأن يكون متعديًا، فاعرفه.
{فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62)}:
قوله عزَّ وجلَّ: {فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ} (كيف) في موضع