محذوف، والتنوين عوض من المضاف إليه، أي: كلّ ذلك، والخبر {مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}.
قوله تعالى: {فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ} (ما) استفهام في موضع رفع بالابتداء، و (لهؤلاء) الخبر. و {يَفْقَهُونَ} في موضع نصب بخبر كاد.
و{لَا يَكَادُونَ}: في موضع نصب على الحال من {هَؤُلَاءِ}، والعامل الاستقرار الذي تعلق به الخبر.
ومعنى {يَفْقَهُونَ}: يفهمون، وفعله فَقِه يفقَه بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر فِقْهًا.
والفقه في اللغة: الفهم، وفي الشرع: العلم بالأحكام الشرعية، ثم خُصَّ به علم الشريعة، والعارف به فقيه، فاعرفه.
{مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (79)}:
قوله عز وجل: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ}، {وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَة (ما): كلاهما شَرْطٌ في موضع رفع بالابتداء، والخبر ما بعده، أي: إن تصبك حسنة فمن الله. وقيل: كلاهما موصول لأنَّها نزلت في شيء بعينه، وهو الخِصْبُ والجَدْبُ، والشرط بابه الإِبهام يجوز أن يكون وألا يكون (1).
والأول أمتن وعليه الأكثر؛ لأنَّ المعنى على العموم لا على الخصوص وإِن كان المراد بالآية ما ذكر وهو الخصب والجدب، ولذلك قيل: {أَصَابَكَ}، ولم يقل: أَصبْتَ.