بعدها صلتها، وأن تكون موصوفة وما بعدها صفتها والراجع منها إليها محذوف، وأن تكون مصدرية فلم تحتج إلى الراجع، أي: بسبب كسبهم، وهو الكفر.
ومعنى {أَرْكَسَهُمْ}: نَكَّسَهُمْ وَردَّهم إلى حكم المشركين، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - (1). والإِركاسُ والرَّكْسُ بمعنى واحد، وهو رَدُّ الشيءِ مَقلُوبًا.
وقوله: {مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ} (من): موصول منصوب بأن تهدوا.
{وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (89)}:
قوله عزَّ وجلَّ: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا} الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف. و (ما) مصدرية، أي: كفرًا ككفرهم.
وقوله: {فَتَكُونُونَ} عطف على {لَوْ تَكْفُرُونَ}، ولو نصبت على جواب التمني لجاز، وليس لأحد أن يقرأ به وإن كان جائزًا؛ لأنَّ القراءة سنة متبعة يأخذها الخلف عن السلف من غير تغييرٍ ولا ميل إلى اختيارٍ كما يزعم ذلك من لا معرفة له بالأثر من جهلة النحاة.
و{سَوَاءً} مصدر في موضع اسم الفاعل، أي: فتكونون مستويين.
{إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا (90)}: