قوله عز وجل: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ} (مَن) استفهام في موضع رفع بالابتداء ومعناه النفي، والخبر {أَحْسَنُ}: أي: لا أحدَ أحسنُ دِينًا. و {دِينًا} منصوب على التفسير.
{مِمَّنْ أَسْلَمَ}: (مِن) متعلقة بأحسن، و {لِلَّهِ} متعلق بأسلم، أي: أخلص نفسه لله وجعلها سالمة له لا يعرف لها ربًا ومعبودًا سواه، ولك أن لجعل {لِلَّهِ} في محل النصب على الحال من {وَجْهَهُ}.
{وَهُوَ مُحْسِنٌ}: في موضع الحال من المستكن في و {أَسْلَمَ}. و {اتَّبَعَ}: عطف على {أَسْلَمَ}.
{حَنِيفًا}: حال من المستكن في {اتَّبَعَ}، أو من {إِبْرَاهِيمَ} عليه السلام، أو من {مِلَّةَ}، كقوله: {بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} (1)، وقد ذُكِرَ ثَمَّ بأشبع ما يكون، وهو الذي تَحَنَّفَ أي: مال عن الأديان كلها إلى دين الإِسلام.
وقوله: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} هذه جملة مستأنفة لا محل لها من الإِعراب. وخليل: فعيل من الخُلة بالضم، وهي الصداقة والمودة التي لا خَلَل فيها، وقيل: من الخَلّة بالفتح وهي الحاجة، لأن كل واحد من الخليلين سَدَّ خلة صاحبه، فخليل الله هو الذي يجعل فقره وحاجته إلى الله دون غيره.
{وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} أي: جعله صفيًّا له، وموضع سره بالنبوة والرسالة، وإطلاعه على ما لم يطلع عليه غيره، فالله تعالى خليل إبراهيم، وإبراهيم خليل الله، وقيل: هي التي لا علل فيها.
{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا (127)}: