وقيل: بَهَتُوا بُهْتانًا (1).
والبهتان العظيم: هو ما رموها به من الفاحشة.
{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158)}:
قوله عز وجل: {وَقَوْلِهِمْ} عطف على قوله: {وَبِكُفْرِهِمْ}.
{وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ}: {عِيسَى} بدل من {الْمَسِيحَ}، أو عطف بيان له، و {رَسُولَ اللَّهِ} كذلك. ولك أن تجعله نعتًا لـ {عِيسَى}، وأن تنصبه بإضمار أعني.
وقوله: {وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} (شبه) مسند إلى (لهم)، كما تقول: خُيِّلَ إليه، كأنه قيل: ولكن وقع لهم التشبيه، وقيل: هو مسند إلى ضمير المقتول وإن لم يجر له ذكر؛ لأن قوله: {إِنَّا قَتَلْنَا} يدل عليه، كأنه قيل: ولكنْ شُبِّهَ لهم مَن قَتَلوه، ولا يجوز أن يكون مسندًا إلى المسيح؛ لأن المسيح مُشَبَّهٌ به، وليس بمشبَّهٍ، هذا قول الزمخشري (2).
وقوله: {لَفِي شَكٍّ مِنْهُ} (منه) في موضع جر على الصفة لشك، أي: لفي شَكٍّ حادث منه، أي من جهته، ويبعد تعلقه بشك كما زعم بعضهم؛ لأنه يقال: شك في كذا، ولا يقال: شك من كذا (3).
وقوله: {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ}: (علمٍ) في موضع رفع بالابتداء، و (من) مزيدة لاستغراق الجنس، وفي الخبر وجهان: