{كِتَابًا مُؤَجَّلًا} 1، ومثاله: {يُؤَاخِذُكُمْ} 2، {يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ} 3، {لا تُؤَاخِذْنَا} 4، {وَالْمُؤَلَّفَةِ} 5، ويؤيد
... وغير ذلك.
وأما نحو: "فؤادك، وسؤال" فالهمزة فيه عين الفعل فلا يبدلها والله أعلم.
216-
وَيُبْدَلُ لِلسُّوسِيِّ كُلُّ مُسَكَّنٍ
... مِنَ الهَمْزِ مَدًّا غَيْرَ مَجْزُومِ نُ اْهْمِلا
وهذا الإبدال منسوب في كتاب التيسير وغيره إلى أبي عمرو نفسه لم يختص السوسي بذلك، وذكره في باب مستقل غير الباب الذي بين فيه مذهب ورش.
وقال الشيخ في شرحه: أما قوله: ويبدل للسوسي فلأن القراءة به وقعت من طريقه لا من طريق الدوري وعن السوسي اشتهر ذلك اشتهارا عظيما دون غيره.
قلت: وممن نسبه إلى السوسي من المصنفين: ابن شريح وابن الفحام وغيرهما.
قوله: "كل مسكَّن" أي كل همزة ساكنة سواء كانت فاء أو عينا أولا ما يبدلها حرف مد من جنس حركة ما قبلها ففاء الفعل مضى تمثيله في مذهب ورش وعين الفعل مثل رأس وبأس وبئر وبئس ولام الفعل نحو: {فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا} 6، و"جئت"، و"شئت".
فإن قلت: لم أبدلت الساكنة ولم تبدل المتحركة؟
قلت: لأن الساكنة أثقل؛ لاحتباس النفَس معها. والإجماع على إبدالها إذا اجتمعت مع المتحركة في كلمة وهذا مدرك بالحس وهو من خصائص الهمز وسائر الحروف ساكنها أخف من متحركها هذا قول جماعة ويرد عليه إسكان أبي عمرو بارئكم طلبا للتخفيف وقول النحويين إن سكون الوسط يقاوم أحد سببي منع الصرف ولم يفرقوا بين حروف وحرف، وقيل: إنما خص الساكنة بالتخفيف؛ لأن تسهيلها يجري مجرى واحدًا، وهو البدل والمتحركة تخفيفها أنواع، فآثر أن يجري اللسان على طريقة واحدة ومدا ثاني مفعول يبدل أي حرف مد وغير مجزوم استثناء من كل مسكن أي أهمل فلم يبدل:
ثم ذكر المجزوم فقال:
217-
تَسُؤْ وَنَشَأْ سِتٌّ وَعَشْرُ يَشَأ وَمَعْ
... يُهَيِّئْ وَنَنْسَأْهَا يُنَبَّأْ تَكَمَّلا
أي: والمجزوم المهمل هو كذا وكذا وقوله: "ست" صفة "تسؤ ونشأ" أو خبر مبتدأ محذوف أي كلتاهما ست كلمات أي كل لفظة منهما في ثلاثة مواضع: "تسؤ" في آل عمران، وفي المائدة، وفي التوبة. و"نشأ" بالنون في الشعراء وسبأ، ويس، و"يشأ" بالياء عشر كلمات في النساء وإبراهيم وفاطر وفي الأنعام ثلاث وفي "سبحان" ثنتان، وفي الشورى ثنتان، وعشر في النظم مضاف إلى يشأ أي وعشر هذا اللفظ ولو نون لاستقام النظم ولكن كان يوهم عوده إلى ما قبله فيكون "تسؤ ونشأ" بالنون ست عشر أي، وتسؤ، ست و"نشأ"، عشر، فلهذا الخوف من الإيهام عدل إلى الإضافة، و {يُهَيِّءْ لَكُمْ} في الكهف، و"ننسأها"، في البقرة، و {أَمْ