861-
وَضَمُّ بُكِيًّا كَسْرُهُ عَنْهُمَا وَقُلْ
... عِتيًّا صُلِيًّا مَعْ جُثِيًّا "شَـ"ـذَا "عَـ"ـلا
أي: عن حمزة والكسائي ووافقهما حفص على كسر: "عتيا"، و"صليا"، و"جثيا"؛ فبكيا وجثيا جمعا باكٍ وجاثٍ، وعتيا وصليا مصدرا عتى وصلى، وأصل الجمع فعول، وبكيا وصليا لامهما ياء، ويجب إدغام واو فعول فيها؛ لأن اجتماع واو وياء وقد سبقت إحدهما بالسكون موجب لذلك بعد قلب الواو ياء، كقولهم: طيا وليا، فإذا انقلبت واو فعول ياء وجب كسر ما قبلها؛ لأن ياء ساكنة قبلها ضمة غير موجود في اللغة، فصار بكيا وصليا على لفظ قراءة الجماعة ومن كسر الياء والصاد فللاتباع، أما عتيا وجثيا فلامهما واو وقد رفضوا أن توجد واو متطرفة بعد متحرك، ولم ينظروا إلى حجز واو فعول ففعلوا فيه ما فعلوا في نحو أدل؛ كسروا ما قبل واو فعول فانقلبت ياء فلزم قلب الواو الثانية ياء ثم الإدغام فصار عتيا وجثيا، ومن كسر العين والجيم فللاتباع، وهذا الصنيع في الغالب واجب فيما كان جمعا نحو جثيا وغير لازم في المصادر نحو عتيا، فيجوز عتوا كقوله تعالى: {وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا} ، واختار أبو عبيد قراءة الضم وقال: هي أفصح اللغتين وأفخمها، وتقدير البيت كسر عتيا وما بعده على شذا؛ أي: ذو شذا عالٍ قال: وقد تقدم معنى شذا علا في مواضع وأن معنى الشذا الطيب أو نقية النفس.
862-
وَهَمْزُ أَهَبْ بِاليَا "جَـ"ـرى "حُـ"ـلْوَ "بَـ"ـحْرِهِ
... بِخُلْفٍ وَنِسْيًا فَتْحُهُ "فَـ"ـائِزٌ "عُـ" ـلا
يريد: {لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا} ؛ فالهمز للمتكلم، والياء للرب تعالى أو لرسوله، وإنما جاز نسبة الهبة إلى الرسول سواء كان بالهمزة والباء؛ لكونه أرسل لذلك، ويجوز أن تكون الباء بدلا من الهمزة؛ لأنها همزة مفتوحة بعد مكسور فقياس تخفيفها قلبها ياء نحو لئلا فيتفق معنى القراءتين ولفظهما؛ لأن الهمزة المخففة كالمحققة وقد كتبت في المصحف بالألف، وقوله: جرى حلو بحره عبارة حسنة والباء من أهب مفتوحة، ولكنه أدغمها في باء بالياء لما التقى المثلان كما يدغم أبو عمرو: "لذهب بسمعهم"، وهذا أولى من حمله على أنه أسكن المتحرك للضرورة، ونسيا بالفتح والكسر واحد، وهو الشيء الحقير ينسى، وقيل: ما أغفل من شيء حقير، وقيل: ما إذا ذكر لم يطلق والكل متقارب المعنى وعلا تمييز.
863-
وَمِنْ تَحْتَهَا اكْسِرْ وَاخْفِضِ "ا"لدَّهْرَ "عَـ"ـنْ "شَـ"ـذًا
... وَخَفَّ تَسَاقَطْ "فَـ"ـاصِلًا فَتُحُمِّلا
يريد: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا} .