كقولهم: إنعام فلان ومعروفه يغشينى، والانعام والمعروف لا ينفع مع فلان، وعليه جاء قوله تعالى: (وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ)
أى أن يرضوهما، فكذلك هنا معناه ولا تولوا عنهما.
الثانى: أن طاعة الله تعالى وطاعة رسوله لما كانت سببا واحدا حكماً لقوله تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) وقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ)
كان الاعراض عن الرسول إعراضاً عن الله تعالى، فاكتفى بذكره، الثالث: أن معناه ولا تولوا عن هذا الأمر وعن أمثاله، فالضمير للأمر لا للرسول عليه الصلاة والسلام، الرابع: أنه إنما لم يقل ولا تولوا عنهما لئلا يلزم
منه الاخلال بالأدب من النبى عليه الصلاة والسلام عند نهيه للكفار في قرآنه بين اسمه واسم الله تعالى في ذكرهما بلفظ واحد من غير تقديم اسم الله، كما روى أن خطيباً خطب فقال من أطاع الله ورسوله فقد رشد، ومن عصاهما فقد غوى، فقال له النبى عليه
الصلاة والسلام: بئس خطيب القوم أنت، هلا قلت: ومن عصي الله ورسوله فقد غوى) .
* * *
فإن قيل: ما معني قوله تعالى: (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ
... الآية)
قلنا: معناه ولو علم الله فيهم تصديقا وإيمانا في المستقبل لأنطق لهم