بالقول كمعاملة بعضهم بعضا، وأمرهم باجتناب كثير من الظن ونهيهم عن
التجسس والغيبة وأمرهم بالتواضع في قوله تعالى: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى"
وأخبرهم تعالى أن استجابتهم، وامتثال هذه الأوامر ليست بحولهم ولكن بفضله وإنعامه فقال: "وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ
.... الآية "
ثم أعقب تعالى بقوله: "يمنون عليك أن أسلموا
.... الآية "
ليبين أن ذلك كله بيده ومن عنده، أراهم سبحانه حال من قضى عليه الكفر ولم يحبب إليه الإيمان ولا زينه في قلبه، بل جعله في طرفٍ من حال مَنْ أمر ونهي في سورة الحجرات، مع المساواة في الخلق وتماثل الذوات فقال تعالى: "وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ
.... الآيات "
ثم ذكر سبحانه وضوح الأدلة "أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم
... الآيات "
ثم ذكر حال غيرهم ممن كان على رأيهم "كذبت قبلهم قوم نوح "
ليتذكر مجموع هذا من قدم ذكر حاله وأمره ونهيه في سورة الحجرات وليتأدب المؤمن بآداب الله ويعلم أن ما أصابه منْ الخير فإنما هو من فضل ربه وإحسانه، ثم التحمت الآي إلى قوله خاتمة السورة (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45) .