سورة الغاشيةلما تقدم تنزيهه سبحانه عما توهمه الظالمون، واستمرت آي السورة على ما
يوضح تنزيه الخالق جل جلاله عن عظيم مقالهم، أتبع ذلك بذكر الغاشية
بعد افتتاح السورة بصورة الاستفهام تعظيما لأمرها فقال لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: "هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1)
وهي القيامة فكأنه سبحانه يقول: في ذلك اليوم يشاهدون
جزاءهم ويشتد تحسرهم حين لا يغني عنهم، ثم عَرف بعظيم امتحانهم في قوله: "لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (6)
مع ما بعد ذلك وما قبله، ثم عرف بذكر حال من كان في نقيض حالهم إذ ذاك أزيد في القرع وأدهى ثم أردف بذكر ما نصب من الدلائل كيف لم تغن فقال: "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت
..... الآيات " (17)
أى أفلا يعتبرون بكل ذلك ويستدلون على الصانع
ثم أمره بالتذكار.
سورة الفجرأبدى سبحانه لمن تقدم ذكره وجها آخر من الاعتبار، وهو أن يتذكروا حال
من تقدمهم من الأمم وما أعقب تكذيبهم واجترائهم فقال: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7)
... إلى قوله: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)
أي لا يخفى عليه شىء من مرتكبات الخلائق، ولا يغيب عنه ما أكنوه
(سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ) .