سورة الماعونلما تضمنت السورة المتقدمة من الوعيد لمن انطوى على ما ذكر فيها مما هو
جار على حكم الجهل والظلم الكائنين في جبلة الإنسان ما تضمنت كقوله
تعالى: "إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)
"إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) ، "يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) .
وانجر أثناء ذلك مما تثيره هذه الصفات الأولية إلى ما ذكر أيضا فيها كالشغل بالتكاثر والطعن على الناس ولمزهم والاغترار المهلك أصحاب الفيل أتبع ذلك بذكر صفات قد توجد في المنتمين إلى الإسلام أو يوجد بعضها، وأعمال ممن يتصف بها وإن لم يكن من أهلها. كدع اليتيم وهو دفعه عن حقه وعدم الرفق به وعدم الحض على إطعام السكين والتغافل عن الصلاة والسهو عنها والرياء بالأعمال ومنع الزكاة والحاجات التي يضطر فيها الناس بعضهم إلى بعض، ويمكن أن يتضمن إيهام الماعون هذا كله.
ولا شك أن هذه الصفات توجد في المنتمين إلى الإسلام فأخبر سبحانه
أنها من صفات من يكذب بيوم الدين ولا ينتظر الجزاء والحساب، إشارة إلى أن هؤلاء هم أهلها ومن هذا القبيل قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أربع من كن فيه كان منافقا خالصا".
وقوله عليه الصلاة والسلام " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن "،
وهذا الباب كثير في الكتاب والسنة، وقد بسطته في كتاب: "إيضاح السبيل من حديث سؤال جبريل "،
فمن هذا القبيل والله أعلم قوله: "أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) .
أى إن هذه الصفات من دفع اليتيم،