وقوله (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ)
إلى آخر السورة، إلى ما تخلل أثناء آى هذه السورة الكريمة
مما شهد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتخصيصه بمزايا السبق والقرب والاختصاص والملاطفة في الخطاب، ووصفه بالرأفة والرحمة، هذا مع ما انطوت عليه هي والأنفال من قهره أعداءه وتأييده ونصره عليهم وظهور دينه، وعلو دعوته وإعلاء لكلمته إلى غير هذا
من نعم الله سبحانه عليه، كان ذلك كله مظنة لتعجب المرتاب وتوقف الشاك، ومثيرا لتحرك ساكن الحسد من العدو العظيم، ما مُنحه عليه السلام قال تعالى في هذه السورة: "أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (2)
ثم قال تعالى: "إن ربكم الله " الآيات وما بعدها
فبين انفراده تعالى بالربوبية والخلق والاختراع والتدبير، فكيف تعترض أفعاله أو يطلع البشر على وجه الحكمة في كل ما يفعله ويبديه، وإذا كان الكل ملكه وخلقه فيفعل في ملكه ما يشاء ويحكم في خلقه بما يريد "ذلكم الله ربكم فاعبدوه " "ما خلق الله ذلك إلا بالحق " ثم توعد سبحانه الغافلين عن التفكير في عظيم آياته حتى أدتهم الغفلة إلى مرتكب سلفهم في العجب والإنكار حتى قالوا "مال هذا الرسول يأكل الطعام يمشى في الأسواق " "وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا"
وهذه مقالات الأمم المتقدمة
"قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا"، "ما نراك إلا بشرا مثلنا"