امرأة العزيز وقولها "الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ
... الآية" كل هذا من باب
إذهاب الحسنة السيئة، وكأن ذلك مثال لما عرف المومنون من إذهاب الحسنة
السيئة، وأما نسبة السورة لقوله تعالى: "واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين "
فإن هذا أمر منه سبحانه لنبيه عليه السلام بالصبر على قومه، فأتبع
بحال يعقوب ويوسف عليهما السلام، وما كان من صبرهما مع طول المدة وتوالي امتحان يوسف عليه السلام بالجب ومفارقة الأب والسجن حتى خلصه الله أجمل خلاص بعد طول تلك المشقات، ألا ترى قول نبينا (عليه الصلاة والسلام) ، وقد ذكر يوسف عليه السلام فشهد له بجلالة الحال، وعظيم الصبر فقال: "ولو لبثت في السجن ما لبث أخي يوسف لأجبت الداعي "، فتأمل عذره له عليهما السلام وشهادته بعظيم قدر يوسف "وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ".
لما قيل له عليه السلام "واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين "
أتبع بحال يعقوب ويوسف من المحسنين، "ووهبنا له إسحاق ويعقوب" إلى قوله "وكذلك نجزي المحسنين ".
وقد شملت الآية ذكر يعقوب ويوسف (عليهما السلام) ، ونبينا عليه
الصلاة والسلام قد أمر بالاقتداء في الصبر بهم، وقيل له "فاصبر كما
صبر أولو العزم من الرسل "
ويوسف عليه السلام من أولي العزم (صلى الله عليهم أجمعين.