و (أوّل الحشر) قيل (١) فيه: إنّه لم يكونوا أصابهم جلاء قبل ذلك ولا سباء فلذلك قال (أوّل الحشر) وآخر الحشر حين تحشر النار الناس إلى الشّام عند قيام السّاعة.

وقد روي (٢) أنهم قالوا: إلى أين تخرجنا يا محمد؟ قال (٣): إلى الحشر، ذكره بكر بن العلاء (٤) القشيري يريد أنّ الشام إليها يحشر الناس، وكانوا بنو النّضير وقريظة وبنو قينقاع في وسط أرض العرب من الحجاز وإن كانوا يهودا، والسّبب في ذلك أنّ بني إسرائيل كانت تغير عليهم العماليق من أرض الحجاز وكانت منازلهم بيثرب والجحفة إلى مكة فشكت بنو إسرائيل ذلك إلى موسى عليه السلام فوجّه إليهم جيشا وأمرهم أن يقتلوهم ولا يبقوا منهم أحدا ففعلوا وتركوا منهم ابن مليك لهم واسم ذلك الملك الأرقم (٥) بن أبي الأرقم،

= على ذكر اليهود لأنهم يوحدون الله تعالى إلا القليل منهم ومع ذلك أمر بإخراجهم فيكون إخراج غيرهم من الكفار بطريق الأولى» اه‍.
(١) أخرجه الطبري في تفسيره: ٢٨/ ٢٩ عن قتادة. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: ٨/ ٢٠٤ عن قتادة أيضا. وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٨/ ٨٩ ونسبه للحاكم وصححه. وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عائشة رضي الله عنها. ونسبه أيضا لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي عن عروة مرسلا. وقيل في (أول الحشر) غير ذلك. انظر: زاد المسير: ٨/ ٢٠٤، الجامع لأحكام القرآن: ١٨/ ٢، ٣.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما. انظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير: ٨/ ٨٤، وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٨/ ٨٩ ونسبه للبزار وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٣) في الأصل ونسخة (ز): «قالوا» وهو خطأ.
(٤) القشيري: (٢٦٤ - ٣٤٤ هـ‍). هو: بكر بن محمد بن العلاء بن زياد، أبو الفضل، فقيه مالكي، عالم بالحديث والتفسير من كتبه أحكام القرآن، أصول الفقه، الرد على القدرية وغيرها. أخباره في: ترتيب المدارك: ٣/ ٢٩٠، شذرات الذهب: ٢/ ٣٦٦، سير أعلام النبلاء: ١٥/ ٥٣٧.
(٥) ذكره الطبري رحمه الله في تاريخه: ١/ ٢٠٣ وأنه كان ملكا على الحجاز.