لنا، فحاربنا أهل عين الشمس (١) فغلبونا وسبوها، فمن هناك تصيرت إلى أبيكم إبراهيم. وكان الذي وهبها لسارة - امرأة إبراهيم - ملك الأردن، واسمه صادوف فيما قاله القتبي (٢).

وسبب ذلك مذكور في الصحيحين (٣).

ويقال: إن الملك هو سنان بن علوان، وكان في أحد الأقوال أخا الملك الضحاك الذي ملك الأقاليم كلها.

وذكر ابن هشام (٤) في «التيجان» (٥) أن الملك الذي أراد أخذ سارة امرأة إبراهيم من إبراهيم وأخدمها هاجر هو عمرو بن امرئ القيس بن بابليون بن سبأ ابن يشجب بن يعرب. وكان على مصر إذ ذاك والله أعلم.

وأما الصهر الذي ذكره عليه السلام للقبط، فإن مارية بنت شمعون أم ولده إبراهيم كانت منهم، من أهل كورة «أنصنا» (٦) أهداها إليه المقوقس، واسمه:

(١) عين شمس: اسم مدينة فرعون موسى بمصر، مما يلي جبل المقطم، قريبة من الفسطاط. انظر: معجم ما استعجم: ٣/ ٩٨٧، ومعجم البلدان: ٤/ ١٧٨، والروض المعطار: ٤٢٢.
(٢) المعارف: ٣٢، ويقال: «صادوق»، ثبت ذلك في بعض نسخ المعارف.
(٣) أخرجه الإمام البخاري - رحمه الله تعالى - في صحيحه: ٣/ ٣٨، ٣٩، كتاب البيوع، باب «شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه» عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - مرفوعا. والإمام مسلم - رحمه الله تعالى - في صحيحه: ٤/ ١٨٤٠، ١٨٤١، كتاب الفضائل، باب «فضائل إبراهيم الخليل صلّى الله عليه وسلّم» عن أبي هريرة أيضا.
(٤) ابن هشام: (؟ - ٢١٣ هـ‍ وقيل ٢١٨ هـ‍). هو عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري، جمال الدين أبو محمد المؤرخ، النسابة. ولد ونشأ في البصرة وتوفي بمصر. أخباره في الروض الأنف: ١/ ٧، وفيات الأعيان: ٣/ ١٧٧ بغية الوعاة: ٢/ ١١٥.
(٥) عنوان الكتاب: «التيجان لمعرفة ملوك الزمان».
(٦) أنصنا: بالفتح ثم السكون، وكسر الصاد المهملة والنون مقصور مدينة في صعيد مصر على شرقي النيل.