العازر أَحياه بعد موته ودفنه بثلاثة أَيّام، فقام وعاش مدّة ووُلد له ولد. ومنهم بنْت العاشر، أَحياها وولَدتْ بعد ذلك؛ ومنهم سامُ بن نوح وعُزَيْر وقِصصُهم مشهورة، ومنها إِخباره بالمغيِّبات، قال الله عزَّ وجلّ إِخباراً عنه {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ} ومنها مشيُه على الماء، ومنها نزول المائدة عليه من السّماء، ومنها رفْعُه إِلى السّماء. وقد ثبت فى الصّحيحين أَنّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "ينْزِل عيسى بن مريم من السَّماء ويقْتل الدَّجَّال بباب لُدّ"، وأَحاديثه فى قصّة الدجّال مشهورة فى الصّحيح. وينزل عيسى حَكَماً عدْلاً رسُولاً، وإِنَّما يُصلِّى وراء الإِمام منَّا تَكْرِمة الله لهذه الأُمة. وجاء أَنه يتزوّج بعد نزوله ويُولَد له، ويُدْفن عند النبىّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
قال بعضهم:
هذا ابْن مرْيم فى مجال الجاه
... فى عِزِّه مُتكاملٌ مُتناهى
فى مهْده للأُمّ أَوْحى شاهداً
... مُتَكَلِّماً بأَوامرٍ ونَواهى
فالطِّين فى يده كهيْئة طائرٍ
... يرْمى بها طَيْراً يطير كما هى
والأَكْمهُ المكْفوف عند دُعائه
... عيْناه تُبْصرُ والبصيرَ يُضاهى
/أبْرى من ابْرصَ ما يشين جمالَه
... لَيْس الطبيب بما يليه يُباهى
كم ميّت متفتِّت فى قبره
... أَحْيا بإِذن الله رُوحُ الله
ولنجعل هذا آخر ما تيسّر من الكلام على لطائف التنزيل العزيز. وإِيراد المعانى الجّمة فى اللَّفظ الوجِيز. وقد وفق الله تعالى لإِكماله وإِتمامه، بمنَّة وجُوده وأَفضاله وإِنعامه فى أَسرع زمان، وأَقرب مدّة الإِمكان. والحمد لله ربّ العالمين على فضله الموفور. وقبوله منَّا عفو خاطرنا المبرور، وصلاته وسلامه على سيّد المرسلين. وخاتم النبيّين، وحبيب ربّ العالمين. وعلى آله وعترته الطاهرين الطيِّبين. وأَصحابه السّادة الغرّ المحجَّلين. وعلى من تعلَّق بحبّهم وتبعهم بإِحسان إِلى يوم الدّين. وحسبنا الله ونعم الوكيل.