أَو سَرَعاناً مِن دَبى غوغاءِ
... أَو كُرْسُفا يندف فى الهواءِ
تُطيرهُ الريح على القواءِ
... أَو (حَلبا ينطف فى الخباءِ)
أَو رغوة تنفشّ من عَزْلاءِ
... أَو كنقىّ الفِضَّة البيضاءِ
أَو كانتشار الدُرّ ذى اللآلاءِ
... أَو كانتظام الوَدْع فى الإِخفاءِ
فاشمَطَّت الأَرض على فتاءِ
... واستوت الآكام بالضَّواءِ
وقال الأَصمعىّ: أَحسن ما قيل فى البرق والغيث قول عَدِىّ بن الرِّقاع:
فقمت أُخبره بالغيث لم يره
... والبرق إِذا أَنا محزون له أَرق
مُزْن يسبّح فى ريح شآمية
... مكلَّل بعماءِ الماءِ منتطِق
أَلقى على ذات أَجفار كلاكله
... وشبّ نيرانه وانجاب يأْتلق
وبات يحتلِب الجوزاءَ دِرّتها
... فنوؤها حين ناحت مُرْبع لَثِق
تبكى ليُدرك مَحْلا كان ضيّعه
... يزيله سَبِط منه ومندفق
جَوْن المَشَارب رَقراق تظلّ به
... شمّ المخارم والأَثناءُ تصطفق
يكاد يظلع ظلما ثم يغلبه
... عن الشواهق والوادى به شرق