وقد التفت الحافظ ابن حجر إلى ذلك في مواضع متعددة منها في الآية "194" من سورة البقرة الرقم "106" والآية "65" من سورة النساء الرقم "312".
2- الألفاظ الدالة على سبب النزول:
لم يبين لنا ابن حجر الألفاظ الدالة على سبب النزول عنده إلا إنه التزم في مقدمته أن لا يذكر إلا ما هو سبب نزول ببادئ الرأي لا ما يكون من هذا القبيل بضرب من التأويل.
وهذا الالتزام يعني أن ينص على قصة صريحة تقع في عهد الني صلى الله عليه وسلم فينزل فيها قرآن، ولكن المؤلف لم يلتزم ذلك.
فقد ذكر ما يحتاج إلى تأويل وما لا ينفع معه التأويل فلاحظ معي:
- قال في قوله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} البقرة "284" "قيل: نزلت في كتمان الشهادة".
أسند الطبري من طريق يزيد بن أبي زيادة عن مقسم عن ابن عباس أنه قال: "في هذه الآية
... نزلت في كتمان الشهادة
... ".
- وقال في قوله تعالى: {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَة} النساء "74" "قال الثعلبي: معناه أنه يؤمر بالإيمان ثم بالقتال.
قال: وقال بعضهم: نزلت هذه الآية في المؤمنين المخلصين".
فأين سبب النزول هنا؟
والظاهر أنه يرى في لفظة: "نزلت في كذا" سببًا صريحًا، سواء ذكرت واقعة عينية أم لم تذكر.