أمرت بحفظ القرآن وخُيِّرت في قراءته وحفظه بأي تلك الأحرف السبعة
شاءت، كما أمرت إذا هي حنثت في يمين وهي موسرة - أن تكفر بأي
الكفارات الثلاث شاءت: إما بعتق، أو إطعام، أو كسوة.
فلو اجتمع جميعها على التكفير بأي الكفارات الثلاث شاء المكفر.
كانت مصيبة حكم الله: مؤدية في ذلك الواجب عليها من حق الله.
فكذلك (الأمة) أمرت بحفظ القرآن، وخيرت في قراءته بأي
الأحرف السبعة شاءت، فرأت علة من العلل أوجبت عليها الثبات على
حرف واحد، ورفض القراءة بالستة الباقية، ولم يحظر على أحد قراءته بجميع
حروفه، على ما أذن له فيه.
وروى أبو عمرو الداني عن عامر قال: (قال صعصعة) : استخلف الله
أبا بكر رضي الله عنه، فأقام المصحف.
وعن هشام بن عروة عن أبيه أن أبا بكر رضي الله عنه أول من
جمع القرآن في المصحف حين قتل أهل اليمامة وعثمان رضي الله عنه الذي
جمع المصاحف على مصحف واحد.
وروى أبو عبيد في الفضائل عن المطلب بن زياد عن السدي، عن عبد
خير قال: أول من جمع القرآن بين اللوحين أبو بكر.