(فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى) .
أي من تمادَى على الكفر قتله، وهو معنى قوله: (فسوف نُعَذِّبُه) .
ومَنْ أسلم أحسن إليه.
(فما اسْطَاعُوا) :أصلُه استطاعوا، وحذفت التاء في هذا تخفيفا.
(فأوْحى إليهم) : أي أشار.
وقيل: كتب في التراب، إذ كان لا يقدر على الكلام، مع أنه سليم من الخرس، وإنما جعل الله له ذلك علامةً على حَمْل امرأته.
(فحمَلَتْهُ) : يعني في بطنها.
(فأجَاءهَا) ، معناه ألجأها، وهو منقول من جاء بهمزة التعدية.
(فإمَّا تَرَيِنَّ) :
هي إن الشرطية دخلت عليها ما الزائدة للتأكيد.
وترين فعل خوطبت به مريم، دخلَتْ عليه النون الثقيلة للتأكيد.
(فأتَتْ به قَوْمَها تَحْمِلُه) :
لما رأت الآيات ِ علمت أن الله سيبيِّنُ عذرها، قالوا لها: (يا مريم لقد جئْتِ شيئاً فَرِيًّا) .
من الفرْية، وهي الشنعة.
(فأشارَتْ إليه) ، أي إلى ولدها ليتكلَّم، وصمتت هي كما أمِرت.
فتولى الله تبرئتها، كذلك يعقوب بلغ به البلاء حتى ضاق به الأمر.
فأظهر الله له الفرج ببشارة القميص.
وكذلك موسى وعيسى، وكذلك عائشة لما ضاق بها الأمر حتى تركت العلائق، ورفعت قَلْبها عن الخلائق، فأنزل الله طهارتها، فقال لها أبوها: قومي فقبِّلي رأسَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: بحمد الله
لا بحمدكما، لأن الله طهَّرني بالآيات (1) .
كذلك أنْتَ يا محمدى، إذا ضاق بك الأمر، وتركت العلائق إلا من الله فتح
عليك باب البشارة، وأدخلك دار كرامته.