وإن كان بائناً فاختلفوا في نَفَقتها.
وأمّا المتوفَّى عنها إذا كانت حاملا فلا نفقة لها عند مالك والجمهور، لأنهم رأوا أنَّ هذه الآية إنما هي في المطلقة.
وقال قوم: لها النفقة في التركة.
(فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) :هو أبو بكر الصديق على قول مَنْ قال إنه مفرد.
وقيل علي بن أبي طالب.
وعلى القول بأنه جمع محذوف النون للإضافة فهو على العموم في كلِّ صالح.
والخطاب لنبينا ومولانا محمد - صلى الله عليه وسلم -، يعني إن تعاونتما عليه بما يسوؤه من إفراط الغيرة وإفشاء سره ونحو ذلك فإنَّ له مَنْ ينصره.
ومولاه هنا يحتمل أن يكون بمعنى السيد الأعظم فيوقف على (مولاه) ، ويكون (جبريل) مبتدأ و (ظهير) خبره وخَبَر ما عطف عليه.
ويحتمل أن يكون المولى هنا بمعنى الولي الناصر، فيكون (جبريل) معطوفاً، فيوصل مع ما قبله، ويوقَف على (صالح المؤمنين) ، ويكون (الملائكة) مبتدأ
و (ظهير) خبره.
وهذا أرجح وأظهر لوجهين:
أحدهما: أن معنى الناصر أليق بهذا الموضع، فإن ذلك كرامة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وتشريفٌ له.
وأما إذا كان بمعنى السيد فذلك يشترك فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - مع غيره، لأنَّ اللهَ مولى جميع خلقه بهذا المعنى، فليس في ذلك إظهار مزيّة له.
والوجه الثاني: أنه ورد في الحديث الصحيح أنه لما وقع ذلك جاء عمر إلى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، ما يشقّ عليك من أمْرِ النساء، فإن كنْتَ طلقتَهنَّ فإن الله معك وملائكته، وجبريل معك، وأبو بكر معك، وأنا معك، فنزلت الآية موافقة لقول عمر، فقوله: معك يقتضي معنى النصرة.
وقد أفرد جماعة ٌ من العلماء تصنيف ما نزل من القرآن على لسان بعض
الصحابة.
والأصل فيه موافقاث عمر، وقوله رضي الله عنه: وافقت ربي، ووافقني في أربع مرات: في الحجاب.وفي أسارى بَدْر. وفي مقام إبراهيم.