ونزلت المائِدة عليها خبْز وسمك.
وقيل زيت ورُمَّان.
وقال ابن عباس: كان طعام المائِدة ينزل عليهم حيثما نزلوا.
والكلام في قصة المائِدة كثير تركْته لعدم صحته.
(قال اللَهُ يا عيسى ابْنَ مريم أأنْتَ قُلْتَ لِلنَّاس.. .) .
قال ابن عباس والجمهور: هذا القولُ من الله يكون يوم القيامة على رؤوس
الأشهاد، ليرى الكافرُ تبرئةَ عيسى مِمّا نسبوه إليه، ويعلمون أنهم كانوا على
باطل.
وقال السُّدِّي: لما رفع الله عيسى إليه قالت النصارى ما قالت، وزعموا أنَّ
عيسى أمَرهم بذلك، فسأله الله حينئذٍ عن ذلك.
(قالوا إنْ هي إلاَّ حياتُنا الدنيا) :
حكاية قولهم في إنكار البعث الأخْرَوي.
(قالوا يا حَسْرَتَنا على ما فَرَّطْنَا فِيها) :
الضمير بـ (فيها) للحياة الدنيا، لأن المعنى يقتضي ذلك وإن لم يَجْرِ لها ذكر.
وقيل للساعة، أي
فرطنا في شأنها والاستعداد لها.
والأول أظهر.
(قد نَعْلَمُ إنّه لَيَحْزُنُكَ الذي يَقُولُون) :
قرئ يحزن حيث وقع بضم الياء من أحزن إلا قوله: (لا يَحْرنهم الفَزَعُ الأكبر) .
وقرأ الباقون بفتح الياء من حزن الثلاثي، وهو أشهر في
اللغة، والذي يقولون: قولُهُمْ شاعرٌ ساحر كاهن.
(قَرَاطيس) :
هي الصحائف.
قال الجواليقي: يقال إن القرطاس أصله غير عربي.
ومعنى هذه الآية أن الله ردَّ بها على اليهود بأنه
ألزمهم ما لا بدَّ لهم منه، لأنهم أقرُّوا بإنزال التوراة على موسى.
وقيل القائلون قريش، وألزموا ذلك، لأنهم كانوا مقرِّين بالتوراة.
(قد جاءكم بَصَائِرُ مِنْ رَبكم) :
جمع بصيرة، وهي نورُ القلب، والبصر: نور العين، وهذا الكلام على لسان نَبِينا - صلى الله عليه وسلم -، لقوله: (وما أنا عليكم بحفِيظ) .