ملائكة، وفي السادسة إبليس وأعوانُه، وفي الخامسة الشياطين، وفي الرابعة
الحيات، وفي الثالثة العقارب، وفي الثانية الجنّ، وفي الأولى الإنس قال: صدقت.
فهذه الأرضون على أي شيء؟
قال: على الثور.
قال: وكيف صفة الثور؟
قال: له أربعة آلاف رأس ما بين الرأسين مسيرة خمسمائة عام.
قال: صدقتَ.
أخبرني عن الصخرة على أي شيء هي؟
قال: على ظهر الحوت.
قال: والحوت على أي شيء؟
قال: على بحر، والبحر قَعْره مسيرة ألف سنة.
قال: صدقت.
أخبرني عن ماء البحر على أي شيء؟
قال: على الريح.
قال: والريح على أي شيء؟
قال: على الظلمة.
قال: والظلمة على أي شيء؟
قال: على نار جهنم.
قال: صدقت، ونار جهنم على أي شيء؟
قال: على الثرى.
قال: صدقت.
قال: فهل تحت الثرى شيء، قال عليه السلام: سؤالك هذا خطأ لا يعلم ما تحت الثرى إلا الله.
فانظر تصديقَ عبد الله حَبْر بني إسرائيل والمسلمين لسيدنا ومولانا محمد - صلى الله عليه وسلم - لوجود ذلك كله في التورأة التي جعل الله فيها تبيان كل شيء وتفصيله.
فإن قلت: أيّ فائدة في التحريض إلى ذكر الإبل وابتدائه بها في الآية، وهي
أدنى من خَلْقِه السماوات والأرض، ومن المعلوم الاستدلال بأعظم المخلوقات
أقوى؟
فالجواب لاعتناء العرب بها، إذ كانت معايشهم في الغالب منها في شُرْب
ألبانها، وهي أكْثَر المواشي في بلادهم، وأيضاً لما في خَلْقها من الاعتبار، لأنها
في خلقتها دالّة على وحدانية خالقها، شاهدةٌ بتدبير منشئها وحكمته، حيث
خلقها للنهوض بالأثقال، وجعلها تَبْرك حيث تحمل عن قرب ويسر ثم تنهض بما حملت، وسخَّرها منقادةً لكل مَنْ يقودها بأزمتها، حتى حُكي أن فأرة قادت ناقةً لا تمَاري ضعيفاً، ولا تمانع صغيراً، وبَرَاها طوال الأعناق لتنوء بالأوقار.
وعن بعض الحكماء أنه لما حدَّث عن البعير وبديع خلقه، وقد نشأ ببلاد