(هَضِيم) ، أي ليّن رطب.
يعني أن طَلْعها يثمر ويرطب.
(هؤلاء الذين أغْوَيْنَا) :
الإشارة إلى أتباعهم من الضعفاء.
فإن قلت: كيف الجمع بِين قولهم: (أغويناهم) وبين قولهم: (تَبَرّأنَا
إليك) ، فإنهم اعترفوا بإغوائهم وتبرءوا مع ذلك منهم؟
فالجواب أن إغواءهم لهم هو قولهم لهم بالشرك.
والمعنى أنَّا حملناهم على الشرْك كما حملنا أنْفسنا عليه، ولكن لم يكونوا يعبدونهم، وإنما كانوا يعبدون غيرهم من الأصنام وغيرها، فتبرأنَا إليكَ عن عبادتهم لها، فتحصّل من كلام هؤلاء الرؤساء أنهم اعترفوا أنهم أغْوَوا الضعفاء وتبرَّءُوا من أن يكونوا هم آلهتهم، فلا تناقض في الكلام.
وقد قيل في الآية غير هذا مما هو تكلّف بعيد.
(هل لكم مِمَّا ملكت أيْمانُكم) :
هذا مثل مضروب، معناه أنكم أيها الناس لا يشارِككم عبيدكم في أموالكم، ولا يَسْعَوْنَ معكم في أحوالكم، فكذلك الله لا يشارِكه عَبِيده في ملكه، ولا يُمَاثِلُه أحد في ربوبيته.
فذكر حرف الاستفهام، ومعناه التقرير على النفي، ودخل فيه قوله: (فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ) ، أي لستم فيه سواء مع
عبيدكم، ولستم تخافونهم كما تَخَافون الأحرار مثلكم، لأن العبيد عندكم أقل من ذلك.
(هَلمَّ إلينا) .
هذا من قول المنافقين الذين قعدوا بالمدينة عن الجهاد، كانوا يقولون لقرابتهم وأخِلاّئهم من المنافقين: هَلمَّ إلى الجلوس معنا بالمدينة وتَرْك القِتال.
(هل يَنْظرونَ إلاَّ تَأوِيله) .
أي عاقبة أمره وما يؤول إليه من ظهور ما نطق من الوَعْد والوعيد.