(يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ) :
كان سبب خوفهم أنْ ينقل عنهم كذبُهم، فكان ينظر بعضُهم إلى بعض، ويقول: إياكم أن يُنْقَل عنكم هذا الاستخفَافُ.
وقيل: كان ينظر بعضهم إلى بعض على وجه التعجّب ومِمَّا ينزل
في القرآن مِنْ كشْف أسرارهم.
(ويهْدي مَنْ يشاء) .
قد قدمنا أنَّ الله تعالى عَمَّ الدعوة وخَصَّ الهداية، إذ ما كلُّ مدعوّ داخلٌ، ولا كل مُضِل مقيم، واحد قاعد عند الباب ينتظر الدخول ولم يدخل، وآخر وجد الباب مفتوحاً فدخل.
(يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) : في هذه الآية احتجاج على الكفار
بأنَّ شركاءهم لا يقدرون على بدء الخَلْق ولا عَوْده.
فإن قلت: كيف يحتجّ عليهم بإعادة الخَلْق وهم غير معترفين به؟
فالجواب أنهم معترفون أن شركاءهم لا يقدرون على الابتداء ولا على
الإعادة، ففي ذلك إبطال لهم ولربوبيّتهم، فوضعت الإعادة عليه موضع المتفق عليه لوضوح برْهانها.
(يَهِدِّي) .
بتشديد الدال: معناه لا يهتدي في نفسه، فكيف يهدي غيره.
وقرئ بالتخفيف بمعنى يهدي غيره.
والقراءةُ الأولى أبْلَغ في الاحتجاج.
(يَأتهم تأويلُه) :
الوعيد الذي في القرآن لهم.
(يلبثوا إلا ساعة من النهَار) :
تقليل لمدة بقائهم في الدنيا أو في القبور.
(يتعارَفُون بينهم) :
يعني يوم الحشر، فهو على هذا حالٌ من الضمير في (يلبثوا) .
(يستَنْبِئُونك) .
أي يسألونك عن الوعيد والدين والشرع: