مما هم فيه، فلا يجدون إلا أشدَّ من منازلهم، فهم في عذابِ جهنم مخلَّدون: (لا يُفَتَرُ عنهم وهم فيه مبْلِسون) .
(يَطْمِثْهُنَّ) :
المعنى أنهن أبكار لم يطمثْهنَّ. . . بخروج الدم.
وقيل: الطمث الجماع، سواء كان لبكر أو غيرها، أو نفي أنْ
يطمثهن إنس أو جانٌّ مبالغة، وقَصْداً للعموم، فكأنه لم يطمثهنَّ شيء.
وقيل: أراد لم يطمث نساءَ الإنس إنس، ولا نساء الجنِّ جِنٌّ.
وهذا على القول بان الجن يدخلون الجنة، ويتلذّذون فيها بما يتلذَّذ البشر.
وقد قدمنا أنهم في رَبض الجنة لا يسكنون مع الإنسان، وأن رؤيةَ الله خاصة بالإنْس على المشهور (1) .
وقد صحَّ أن الله تعالى إذا خلق الجاريةَ من الحور العين خلق عليها
خيمة من الدّرّ ستْرًا لها وغيرة على مَنْ خلقها له ألَّا يراها غيره.
فما لَك يا محمدي لا تغير أنْتَ عليه إنْ كنت تحبّه، ولا أرى لكَ ذلك.
لأنك تقول رضيت بالله ربًّا ولم ترض بقضائِه.
وتقول تحبه، وأنْتَ تحب غيره وتقول وجّهْت وجْهيَ له، وقد وجّهْته لدنيا
وأهلٍ ومالٍ ووَلدٍ.
أما علمْتَ أن حقيقةَ العبودية الإقرار لمعبودها، لا رَاعَى الله من لا يراعي الذمم.
ربّك يعاملك بكل ما تريد ولا تَفْعل له ما يريد، كلّ ذلك لكَ لا له، إذ هو غني عن العالمين.
(ياقوت) :
هو حجر عزيز يضيء أعلاه كالقمر، وهو قليل الوجود، وهو أنواع.
وذكر الجواليقي والثعالبي أنه فارسي، وشبَّهَ الله نساءَ الجنة بالياقوت، وأين الياقوتُ منهن، ولكن خاطب عبادَه بما يفهمونه.
وقد قدمنا أنَّ أحوالَ الدنيا إنما هي أنموذج على ما في الآخرة لا مِثْلها.
(يُصِرُّونَ) .
أى يدومون من غير إقلاع.
قال ابن الجوزي: معناه يضجون بالحبشية.
(يُنَزِّلُ على عَبْده آياتٍ بيِّنَات) :
المراد به سيدنا ونبينا ومولانا محمد - صلى الله عليه وسلم - للتشريف والتكريم.