وفَرّقَ ابن كَيْسان بينه وبين البدل بأن البدل هو المقصود، وكأنك قررته في
موضع المبدل منه، وعطف البيان وما عطف عليه كل منهما مقصود.
وقال ابن مالك في شرح الكافية: عطف البيان يجري مجرى النعت في تكميل
متبوعه، ويفارقه في أن تكميله بشرح وتبيين، لا بدلالة على معنى في المتبوع أو سببيه، ومجرى التوكيد في تقوية دلالته، ويفارقه في أنه لا يفارقه توهم مجاز، ومجرى البدل في صلاحيته للاستقبال، ويفارقه في أنه غير منويّ الاطراح.
ومن أمثلته: (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ) .
(مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ) .
وقد يأتي لمجرد المدح والإيضاح.
ومنه: (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ)
فالبيت الحرام عطف بيان للمدح والإيضاح.
النوع الثامن: عطف أحد المترادفين على الآخر:
والقصد منه التأكيد أيضاً، وجعل منه: (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ) .
(فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا) ، (فلا يخافُ ظُلْماً ولا هَضْماً) .
(لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77) .
(لا تَرَى فيها عِوَجاً ولا أمْتاً) .
قال الخليل: العِوَج والأمْتُ بمعنى واحد.
(سِرَّهُم ونَجْواهُم) .
(شرْعةً ومِنْهاجاْ) .
(لا تُبْقِي ولا تَذَر) .
(إلا دُعَاءً ونِدَاءً) .
(أطعْنَا سادتَنا وكُبَراءَنا) .
(لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35) .
فإن نَصِب كلغب وزناً ومعنى - (صلواتٌ من رَبّهم ورحْمَةٌ) 157.
(غذْراً أو نُذْراً) .
قال ثعلب: هما بمعنى واحد.
وأنكر المبرد وجود هذا النوع في القرآن، وأوَّل ما سبق على اختلاف المعنيين.
وقال بعضهم: الملخص في هذا أن تعتقد أن مجموع المترادفين