اعتنائه بشهادة الاشتقاق، نحو الإيداع، فإنه عبارة عن ترك الوديعة مع الاعتناء بحالها، ولهذا يُختار لها مَنْ هو مؤتمن عليها.
ومن ذلك الدَّعة بمعنى الراحة.
وأما تذر فمعناه الترك مطلقاً، والترك مع الإعراض والرفض الكليّ.
قال الراغب: يقال فلان يذَرُ الشيء: أي يقذفه لقلة الاعتداد به.
ومنه الوَذْرة قطعة من اللحم لقلة الاعتداد بها.
ولا شك أن السياق إنما يناسب هذا دون الأول، فأريد هنا تشنيع حالهم في الإعراض عن ربهم، وأنهم بلغوا الغاية في الإعراض. انتهى.
الجمعهو أن يجمع بين شيئين أو أشياء - متعددة في حكم، كقوله تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) .
جمع المال والبنون في الزينة.
وكذا قوله: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) .
الجمع والتفريقهو أن يجمع بين شيئين في معنى واحد ويفرق بين جهتي الإدخال.
وجعل منه الطيبي قوله تعالى: (اللَهُ يَتَوفى الأنْفسَ حِيْنَ مَوْتها) .
جمع النفسين في حكم التوفي، ثم فرق بين جهتي التوفي بالحكم بالإمساك والإرسال، أي الله يتوفى بالإمساك والإرسال، أي الله يتوفى الأنفس التي تُقْبَض والتي لم تُقْبَض، ويمسك الأولى، ويرسل الأخرى.
الجمع والتقسيموهو جمع متعددٍ تحت حكم، ثم تقسيمه، كقوله تعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ) .